الإسلام
الإسلام لغة هو الخضوع لله -عز وجل-، والانقياد التام لأوامره، والاستسلام لله -عز وجل- برغبة اختيارية للفرد وليس قسرا، فجوهر الإسلام هو الخضوع الاختياري للمسلم وبناء عليه يكون الثواب والعقاب، كما أن الإسلام منهج رباني كامل أنزله الله على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمره بتبليغ هذا الدين الذي يحتوي على الأنظمة والقوانين الإلهية التي تقتضي مصلحة العباد في الحياة، فوضح الرسول -عليه السلام- أحكام هذه العقيدة، وأخلاقها، وآدابها، وعباداتها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، وبناء على اتباع هذه الأحكام يكون الجزاء يوم القيامة.
أركان الإسلام عندما أتى جبريل -عليه السلام- بهيئة أعرابي على الرسول -عليه السلام- يسأله عن الإسلام حتى يعلم الحاضرين أمور دينهم، جاء في الحديث، فأخبرني عن الإسلام فقال -صلى الله عليه وسلم- (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا).
بني الإسلام على خمسة أركان أساسية وجب الإتيان بها، وهي كالآتي: الشهادتان وهي لفظ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وتعتبر هذه العبارة المدخل الرئيسي للإسلام، وتعني الإيمان والتيقن بالله وحده لا شريك له، وتحقيق الإخلاص والعبودية في توحيد الله -عز وجل-، والاعتقاد بأن الله وحده هو من يستحق العبادة، والإيمان بجميع أسماء وصفات الله الحسنى، وأن الله -عز وجل- هو مالك الملك وحده، ويدير الكون بأكمله كما يشاء، ويجب الاستعانة واللجوء إليه في كل الأمور، كما أقرن الله -عز وجل- طاعة سيدنا محمد -عليه السلام- في طاعته، وأوضح أن محبة الله -عز وجل- لا تنال إلا بطاعة واقتداء الرسول -عليه السلام-، قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
نستدل من الآية الكريمة أن طاعة الرسول -عليه السلام-، والاهتداء به توجب محبة الله -عز وجل- للفرد وتوجب المغفرة. إقامة الصلاة الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، أوجب الله -عز وجل- على كل مسلم بالغ عاقل خمس صلوات مفروضة عليه باليوم والليلة، والصلوات هي صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، كما توجد صلوات مسنونة كالسنة وصلاة الوتر، والضحى، وقيام الليل، ويشترط الوضوء والطهارة قبل أداء الصلاة، ثم التوجه إلى القبلة بخشوع وأداء الصلاة بتذلل بين يدين الله تعالى، قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).
وبين الله -عز وجل- عقوبة تارك الصلاة متعمدا كسولا جاحدا بها، بأنه خرج عن ملة الإسلام وكان من المشركين، والدليل الشرعي على ذلك قوله تعالى: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين). إيتاء الزكاة الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، والزكاة لغة تعني النماء والطهارة، لما لها من آثار حميدة تعود على الأفراد والمجتمع، أما الزكاة شرعا فتعني إخراج جزء من مال المسلمين بقدر معين، وإعطاءه لفئة مخصصة ذكرت في القرآن الكريم وهم الفقراء، والمساكين، والعاملون عليها، أي الذين يجمعون الزكاة ولا يشترط فيهم الفقر، والمؤلفة قلوبهم، أي الذين اعتنقوا الإسلام مجددا، وأهل الرقاب، والغارمون، أي العاجزون عن تسديد ديونهم، والغازون في سبيل الله. يكون أداء الزكاة مرة واحدة في السنة عند استوفاء شروط الزكاة، وشروط الزكاة هي أن يكون مؤدي الزكاة مسلما حرا، ولا يشترط البلوغ والعقل، ويشترط أيضا أن يصل المزكي في ماله أو ما وجبت عليه الزكاة قيمة النصاب، والنصاب يعني قدرا معينا من المال إذا بلغ المزكي هذه القيمة وجبت عليه الزكاة، ويشترط أيضا مرور عام هجري كامل على نصاب الزكاة، باستثناء بعض الأنواع كالثمار، فزكاتها تكون يوم حصادها، والمواشي أيضا عند ولادتها.
تفرض الزكاة في المال، الذهب، والفضة، والمعادن، والبهائم مثل الأنعام، والبقر، والإبل، والزروع المثمرة والحبوب، وعروض التجارة بأكملها، ويختلف نصاب الزكاة ومقداره باختلاف هذه الأنواع، وتعتبر الزكاة فرض على المسلمين، ويعتبر ترك الزكاة من الكبائر، فمن تركها عامدا وجاحدا بها يكون قد خرج عن ملة الدين.
للزكاة فوائد عديدة على الأفراد و المجتمع، فهي تطهر النفس من الطمع والبخل، وتقوي الصلة بين الأغنياء والفقراء وتصفي النفوس، وتبارك في المال، و تضاعف الأجور. ، قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله). صوم رمضان صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، والصوم يعني الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من طلوع فجر اليوم حتى غروب شمسه، وقد أوجب الله -عز وجل- فريضة الصوم مرة واحدة في السنة على كل مسلم بالغ عاقل قادر مطيق له، وأباح بعض الرخص للإفطار في نهار رمضان بشرط قضاؤها بعد انتهاء رمضان أو دفع الكفارة المترتبة إذا لم يستطع القضاء، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
شرع الله الصوم لعباده لما فيه تهذيب للنفوس، وتدريب للنفس على الصبر، وكبح جماح النفس عن المعاصي والفواحش، وللصائم دعوة مستجابة عند فطره، كما شرع الله -عز وجل- فريضة الصيام بشهر مبارك أنزل الله فيه القرآن العظيم، وفيه تتضاعف الحسنات والأجور، ويتنافس المسلمون على تقديم الطاعات والجود والكرم.
حج البيت حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا هو الركن الخامس والأخير لأركان الإسلام، ومعنى الحج لغة هو القصد نحو شيء ما، أما شرعا فهو قصد بيت الله الحرام، وأداء بعض الشعائر والمناسك المقدسة التي وجبت في فترة زمنية محددة، ويبدأ زمن الحج من مساء يوم الثامن من ذي الحجة حتى آخر أيام التشريق، أي مساء اليوم الرابع من عيد الأضحى المبارك، مع جواز التعجل للمسلمين قبل ذلك، ولكن بضرورة الإتيان بأحكام معينة.
أوجب الله -عز وجل- الحج على المسلم البالغ العاقل الموسر ماديا مرة واحدة في العمر، وقد شرع الله تعالى الحج لحكم عديدة تتجلى في جموع وقوة وتوحد المسلمين، وأيضا تدريب النفس على تحمل المشاق، وللحج آداب عديدة يجب على الحاج التحلي بها، وهي صدق وإخلاص النية، وحفظ اللسان من المعاصي والمجادلة وفسق الكلام، وحفظ البصر عن المحرمات، والإتيان بالأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام، كتقديم العون والإحسان للحجيج، وغيرها من الفضائل التي تعود بالنفع على الجميع.
قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) فضل الإسلام فضل الله -عز وجل- دين الإسلام وخصه عن باقي الديانات السماوية الأخرى، وجعل رسالة الإسلام هي خاتمة ومتممة الأديان الأخرى؛ لما فيها من تكامل وشمول بالأحكام والقوانين لجميع الاحتياجات الدينية والدنيوية ولا ينحصر في زاوية أو أمر معين، فالإسلام منهج رباني متكامل يصلح لكل زمان ومكان، فهو دين الفطرة، ودين التحرر من العبودية لغير الله -عز وجل-، ويمتاز بالسماحة، واليسر، والسهولة، ويأمر بالإحسان في كل الأوقات، وينهى عن الغلظة والتشدد، ويدعو للتسامح والعفو، وينهى عن سفك الدماء.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق